المؤتمر الوطني " الوئام بين أتباع الأديان: الأردن أُنموذجاً"

الثلاثاء, 09 يونيو 2015

 

برعاية معالي نائب رئيس الوزراء  ووزير التربية والتعليم عقدت اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم  المؤتمر الوطني " الوئام بين أتباع الأديان : الأردن أنموذجاً"  في فندق الديز إن خلال الفترة ما بين 1-2 - 6-2015، وبين معالي نائب رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات في كلمة حفل الافتتاح أن الشريعة الإسلامية السمحة حثت على المساواة والعدل بين الناس ولم تفرق بينهم بالحقوق والواجبات الإنسانية ، لافتا إلى أن الأصل  في المعاملة بين الشعوب هو الوئام وليس الخصام.

كما أشار معاليه إلى أن المجتمع الأردني حالة من العيش المشترك و الاعتدال والوسطية والحوار البناء الهادف، مؤكدا أن هذه الحالة تشكل النموذج الحقيقي للوحدة العربية التي ننشدها على أرض الواقع وهذا جلي  من خلال استقبال الأردن للملايين من أبناء الدول الشقيقة والصديقة وهذا يُظهر النهج السليم للإنسان الأردني  وتعامله وفق المنهج الإسلامي السمح ، في ظل قيادة هاشمية حكيمة قادته و تقوده إلى بر الأمان والاستقرار.

كما أكد الدكتور الذنيبات في كلمته على الرمزية التي يحملها طرح جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لمبادرة الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان من على منصة الامم المتحدة ، كرسالة عالمية ،هذه المبادرة التي ارتكزت على "رسالة عمان" وعلى "مبادرة كلمة سواء" التي انطلقت عام 2007، حيث دعت إلى الحوار بين المسلمين والمسيحيين بناءً على وصيتين هما: حب الله، وحب الجار، دون المساس بأي من المعتقدات الدينية الخاصة بكلٍ منهما.

وقال الذنيبات ان هذا المؤتمر يكتسب أهمية خاصة في ضوء الأحداث والتطورات الاستثنائية التي يشهدها العالم العربي وما نجم عنها من تداعيات أثرت علينا جميعاً، مضيفاً أن هذا المؤتمر  يمثل مناسبة مهمة وفرصة سانحة لبلورة مواقف منسقة تجاه هذه الظروف والتي تحتم علينا جميعاً نشر رسالة الوئام والانسجام بين أتباع الأديان على أساسٍ طوعي وفقاً للقناعات الخاصة لكل منا.

وأضاف أن الاحترام والوئام السائدين بين أتباع الأديان في مجتمعنا الأردني بُني خلال عقود من التفاهم المتبادل والعيش المشترك بين مكونات المجتمع كافة، مؤكدا أن نشر ثقافة العيش المشترك، وتربية الأجيال على التسامح والوئام والاعتدال وقبول الآخر ونبذ الفرقة واجب مستحق على الجميع.

وشدد على إن الحاجة تقتضي أن نعمل بسوية عالية على ترسيخ ثقافة التسامح والاحترام والتقدير الحقيقي للآخر ولهمومه وتطلعاته وطموحاته ، وتعزيز القيم المشتركة في إطار من التشاور والحوار والالتزام بالأخلاق والمثل البناءة النبيلة التي نسعى جميعاً لتحقيقها.

وأشار إلى أنه وإيماناً من وزارة التربية والتعليم والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بأهمية الحوار بين الثقافات والحضارات في التقارب بين الشعوب وبناء علاقات التفاهم مع الآخرين ؛ جاء هذا المؤتمر ليعزز جهود اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم  والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم  في هذا المجال، ودوْر المؤسسات الأردنية الرسمية وغير الرسمية ورجال الدين الإسلامي والمسيحي والمهتمين بالوئام بين أتباع الأديان للعمل جميعاً على تحقيق الأمن المجتمعي ونبذ الفرقة والكراهية، وشكر الدكتور الذنيبات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الداعمة لهذا المؤتمر والخبراء المشاركين في فعالياته.

كما  القى أمين سر اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم السيد سهيل شاهين كلمة أكد من خلالها  أن الحوار بين أتباع الأديان والثقافات هو أحد المحاور الثابتة في عمل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، وأحد أهم أهدافها الاستراتيجية ، خاصة وأن ميثاق الوحدة الثقافية العربية قد أكد على الرسالة الإنسانية للثقافة العربية ، وعلى مقتضيات التفاعل والتواصل مع الثقافات الأخرى، وبين شاهين في كلمته أن دستور المنظمة العربية نص في مادته الأولى على تشجيع التعاون بين الأمة العربية والامم الأخرى في جميع نواحي النشاط الفكري ، موضحا أنه انطلاقا من ذلك قامت المنظمة بإنشاء المنتدى العربي للحوار بين الثقافات ، وتنظيم العديد من الندوات الدولية من إجل إرساء ثقافة السلام وتعزيز الوئام بين مختلف الشعوب والأديان.

و أضاف أن الوطن العربي يحظى بصورة عامة والأردن بصورة خاصة بمكانة روحية وتاريخية ، حيث الأرض العربية مهبط الديانات السماوية إضافة إلى الموقع الجغرافي المتوسط والتاريخ المشترك ووحدة اللغة والتراث والهوية العربية بعيدا عن التعصب والكراهية والصراعات الطائفية التي اصبحت تسود واقعنا العربي الراهن .

ولفت إلى ان هذه الصراعات الطائفية ومظاهر التعصب والكراهية تضاعف التحديات أمام المنظمة العربية سواء في المجال التربوي أو الثقافي ، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب منهجا وجهداً جماعياً على المستوى الوطني والعربي، لتعزيز ثقافة السلام ونبذ العنف والتطرف بكافة أشكاله .

وتتضمن محاور المؤتمر الذي استمر يومين مناقشة مجموعة من المضامين منها: دور الأردن الريادي في دبلوماسية الحوار بين أتباع الأديان ( مبادرات جلالة الملك عبدالله الثاني ، رسالة عمان ، تعالوا  إلى كلمة سواء ، الأسبوع العالمي للوئام، المؤسسات التربوية وثقافة الوئام ، ورسالة عمان ودورها في الوئام العالمي والإسلامي ، ودور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في تعزيز الوئام بين اتباع الأديان ، والأردن الوطن الأنموذج في الوئام بين أصحاب الديانات السماوية ، ودور المنابر الدينية في تعزيز التعايش المجتمعي وبناء السلام ، ودور الإعلام في تعزيز الوئام بين أتباع الأديان، وموضوع الشباب وثقافة الوئام.

وشارك في المؤتمر ممثلون عن المؤسسات الرسمية الأردنية، وعدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي ، وبحضور مندوبين عن الجهات العاملة والمهتمة بموضوع المؤتمر : مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي ، ووزارة الأوقاف ، والجامعات الأردنية ، ودائرة قاضي القضاة ،ودائرة الإفتاء العام ، ومجلس كنائس الشرق الأوسط ، ومجلس رؤساء الكنائس في الأردن ، ومراكز البحوث والدراسات المعنية بالوئام وشخصيات إعلامية .

ناقش المشاركون في يومهم الأول ورقة عمل حول "رسالة عمان ودورها في الوئام في العالم الإسلامي "قدمها الدكتور رشاد الكيلاني ، وورقة عمل بعنوان " الأردن رياض العيش المشترك"قدمها المطران الأستاذ الدكتور قيس صادق ، وورقة ثالثة حول " الشباب وثقافة الوئام" قدمها الدكتور سامي المجالي ، وورقة حول " دور الإعلام في تعزيز الوئام بين أتباع الأديان " قدمها الأستاذ محمد البشتاوي. بينما تخلل اليوم الثاني للمؤتمر تقديم بعض أوراق العمل ومن ضمنها ورقة عمل حول دور المنابر الدينية في تعزيز التعايش المجتمعي وبناء السلام قدمها الدكتور رشاد الزعبي، وورقة عمل حول دور المنابر الدينية في تعزيز التعايش المجتمعي وبناء السلام قدمها نيافة قدس الأب رفعت بدر. وورقة عمل حول المؤسسات التربوية وثقافة الوئام قدمتها الدكتورة نماء البنا. وورقة عمل حول المؤسسات التربوية وثقافة الوئام قدمتها الآنسة وفاء العبداللات .

وخرج المؤتمر بعدد من التوصيات منها :

-         تنمية الوعي لدى المواطنين محلياً وعالمياً بأهمية الوئام في بناء المجتمع.

-         تكثيف جميع الجهود لمحاربة الأفكار الداعية للعنف والإرهاب والعدوان على الآخرين.

-         إدخال عقلية الوئام والعيش المشترك وتقبل الآخر ومفاهيم المواطنة الحقيقية إلى أذهان وعقول الأطفال والطلبة في المدارس الأساسية والثانوية.

-         تعزيز فكرة رؤية الدين كرسالة سلمية وتوطيد النظرة الإيجابية نحو العلاقات الطيبة بين أتباع الأديان.

-         مشاركة الشباب في فعاليات نشر ثقافة الوئام بين أتباع الأديان بوصفهم قادة المستقبل.

-         إبراز دور المؤسسات التربوية والتعليمية على القيام بدور إيجابي لترسيخ ثقافة الحوار والاحترام المتبادل بين أتباع الأديان