افتتاح أعمال ورشة عمل حول "تعزيز ثقافة الحوار والتسامح واللاعنف في المدارس المنتسبة لليونسكو" في اقليم الوسط

الأحد, 10 مايو 2015

مندوباً عن وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور محمد الذنيبات افتتح أمين عام الوزارة الأستاذ محمد العكور اليوم أعمال ورشة عمل حول "تعزيز ثقافة الحوار والتسامح واللاعنف في المدارس المنتسبة لليونسكو"  في فندق جراند ميلينيوم/عمان.

 وأكد الأستاذ العكور في كلمة ألقاها في افتتاح أعمال الورشة التي تنظمها اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم / اليونسكو ، أن وزارة التربية والتعليم بذلت جهوداً كبيرة في تنمية اتجاهات الطلبة والمعلمين وتكريس قيم الحوار وقيم التسامح واللاعنف من خلال العمل على إيجاد أرضية مناسبة لبناء القدرات للوصول لهذه القيم من خلال المناهج والأنشطة الطلابية وأندية الطلبة وغيرها.

   وبين الأمين العام أن السنوات الأخيرة شهدت أحداثاً متسارعة زادت من الاهتمام بالتسامح واللاعنف والسعي نحوه ، لافتاً إلى أن قيم الحوار والتسامح كانت منذ القدم مطلباً بشرياً ، وكانت أساساً ولا زالت للأديان السماوية خاصة الشريعة الإسلامية .

   وبين أن اندماج جميع الفئات الاجتماعية في هوية وطنية لا يلغي خصوصياتهم الثقافية ، بل يعد أساساً للحوار والتسامح يعمق الثقافة التي نحتاج إليها بسبب التحديات التي نواجهها اليوم في العالم .

ولفت إلى أن تحقيق هذا الأمر يتطلب تظافر جميع الجهود الوطنية لتحقيقها ، حيث تبدأ أولى أساساته من خلال التربية على قيم الحوار والتسامح لدى الأطفال والشباب وكبار السن ، بدءاً بعملية التنشئة ومروراً بالمدرسة ومكان العمل وانتهاء بالوصول إلى رؤية العالم من زاوية الثقافة الإنسانية.

وبين أن هناك علاقة تكاملية بين التربية والتعليم من أجل تعزيز مفاهيم الحوار والتسامح واللاعنف وغرسها لدى الطلبة والمعلمين وجميع فئات المجتمع لما للمدرسة وللتعليم من أهمية في نبذ العنف وتحقيق قيم الحوار والتسامح.

وثمن الأمين العام الدور الهام الذي تقوم به منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم / اليونسكو على الساحة الدولية لتعزيز القيم الإنسانية كونها إحدى المهام الرئيسة التي تضطلع بها لضمان التماسك في العالم ، معرباً عن شكره للمنظمة على التزامها بتعزيز مبادئ الحوار والتسامح واللاعنف من خلال ميثاقها وأنشطتها.

   وأعرب الأستاذ العكور عن شكره للمحاضرين من الجامعات الأردنية المشاركة في هذا المشروع والمشاركين من المعلمين والمعلمات المنسقين في المدارس المنتسبة لليونيسكو ، متمنياً تحقيق الأهداف المأمولة منه .
   من جانبه قال أمين سر اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم سهيل شاهين إن منظمة اليونسكو قامت بإطلاق العديد من المبادرات خلال العقدين الماضيين من أجل تعزيز ثقافة السلام والحوار واحترام الآخر وعملت على التقريب بين الحضارات والثقافات ، وأصدرت الكثير من الإعلانات والبيانات بهذا الصدد .
   ودعا إلى التعاون من أجل تحصين المجتمع من الأفكار المتطرفة التي تعمل على تشويه صورة الإسلام السمحة وتفكيك النسيج الوطني والاجتماعي من خلال غرس المفاهيم الصحيحة لدى الطلبة وتطوير قدراتهم على البحث والاستنتاج ليتمكنوا التمييز بين الطيب والخبيث ، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على سلوكياتهم وتصرفاتهم في المستقبل .
   بدوره بين المنسق الوطني لشبكة المدارس المنتسبة لليونسكو سلطان الخليف ، أن هذه المدارس لعبت دوراً مسانداً للعملية التعليمية من خلال مجالات عملها ومشاريعها على المستوى الدولي والتي تضم في شبكتها ما يقارب العشرة آلاف مدرسة في مئة وثمانين دولة حول العالم .
   وأوضح الخليف أن منظمة اليونسكو أطلقت هذه الشبكة من أجل ترجمة المثل العليا لليونسكو الى واقع ملموس والمشاركة في تعزيز وتقديم التعليم عالي الجودة ،  وتسعى الى تحقيق السلام والحرية والعدالة والتنمية البشرية من أجل تلبية الاحتياجات التعليمية للأطفال والشباب في جميع أنحاء العالم .
   واشتملت فعاليات ورشة العمل في يومها الأول ورقة عمل بعنوان " نشر مفاهيم قيم التسامح واللاعنف كما هي في الدين الإسلامي بين الطلبة في المدارس المنتسبة لليونسكو " قدمها الدكتور عبد الناصر محمد صالح من جامعة العلوم الإسلامية ، وورقة عمل أخرى بعنوان " طرق استخدام الحوار البناء بين الطلبة في المدارس المنتسبة لليونسكو " قدمها الأستاذ إبراهيم العدرة من الجامعة الأردنية .
   وتتضمن فعاليات المشروع الذي يأتي بمشاركة خبراء من الجامعات الأردنية واللجنة الوطنية الأردنية ، وينفذ في أقاليم المملكة الثلاثة ، الوسط والشمال والجنوب ، ورش عمل للمعلمين في المدارس المنتسبة لليونسكو خلال عام 2015 تتناول طرق استخدام الحوار البنّاء بين الطلاب في المدارس المنتسبة لليونسكو ، ونشر مفاهيم قيم التسامح واللاعنف كما هي في الدين الإسلامي بين الطلاب في هذه المدارس.

ويهدف المشروع إلى زيادة الوعي بين المعلمين والطلبة في المدارس المنتسبة لليونسكو حول أهمية الحوار واللاعنف ، ونشر قيم ومفاهيم الحوار والتسامح بين الطلاب في المدارس المنتسبة لليونسكو .

كما يسعى المشروع إلى تقليص ظاهرة العنف في المدارس بشكل عام وفي المدارس المنتسبة لليونسكو بشكل خاص ، وتنمية القدرات لدى المعلمين في المدارس المنتسبة لليونسكو من خلال تصميم وتنفيذ الأنشطة المختلفة لنبذ العنف وحماية الطلبة من النزاعات فيما بينهم.

ومن الجدير بالذكر أن عدد المدارس المنتسبة لليونسكو في المملكة الأردنية الهاشمية يبلغ حوالي (56) مدرسة (53 مدرسة حكومية ، ومدرستين تابعتين لوكالة الغوث ، ومدرسة من القطاع الخاص) تتوزع على (12) محافظة في المملكة، حيث تلعب هذه المدارس دوراً رئيسياً في تعزيز جودة التعليم ونشر الثقافات